عاجل

"سويحان" .. مقومات بيئية وسياحية تبهر زوار مهرجان الظفرة

الظفرة

الظفرة – وام/

تزينت طرقات ومنشآت منطقة سويحان لاستقبال الزوار والمشاركين في "مزاينة سويحان" ضمن الدورة السادسة عشرة لمهرجان الظفرة التي انطلقت أمس وتستمر حتى 4 نوفمبر المقبل، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" ، وبتنظيم لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي.

تمتاز منطقة سويحان، إحدى مناطق بلدية العين، برمالها "الذهبية" والتي تستقطب السائحين من محبي الطبيعة لاكتشاف جمالها وكثبانها الرملية، وتبعد المنطقة عن مدينة العين نحو 73 كيلومتراً وعن العاصمة أبوظبي نحو 120 كيلومتراً.

وليس غريباً أن تكون منطقة سويحان أولى محطات مزاينة الإبل بمهرجان الظفرة فالزائر للمنطقة يلحظ منذ الوهلة الأولى مشهداً بديعاً يتكرر على مرأى البصر وهو صورة قوافل الإبل التي تجوب المكان مجتازة الرمال الذهبية مع صوت "رغاء الإبل" وهي تتهادى على فرش الرمال في الصحراء.

و لم يكن اختيار منطقة سويحان لإقامة "مزاينة الإبل" ضمن مهرجان الظفرة وليد مصادفة،فضلا عن كونها الفضاء الأثير لثقافة صحراوية مغايرة كونها تحتضن ميدان الشيخ سلطان بن زايد للتراث الذي يحفل بالعديد من ميادين سباقات الهجن، وعزب الإبل والمزارع وغيرها، باعتبارها العصب الرئيس لهذه النشاطات، إلى جانب احتفاظ سكانها حتى اليوم بمقومات هويتهم وموروثهم، الذي يعيد لنا سيرة ومسيرة الآباء والأجداد بصورة حضارية.

واعتاد سكان منطقة سويحان منذ قديم الأزل على تربية الإبل والماعز، حيث يتم الاستفادة من الإبل كمصدر مهم من مصادر الغذاء المباشر (الحليب واللحم) ومصدر من مصادر الدخل الاقتصادي (البيع – والمشاركة في المزاينات) و تمثل الإبل عصب حياة ومجال اهتمامات السكان اليومية، إضافة إلى كونها مصدراً تدور في فلكه أنشطتهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

و تجذب فضاءات سويحان الصحراوية واعتدال مناخها هواة رياضة الصيد بالصقور، وتعتبر رحلة السفاري في صحراء سويحان مطلب السياح الأجانب من خلال حرصهم على زيارة التجمعات البدوية والالتقاء بالسكان من أبناء البادية الذين لا يزالون يحافظون على العديد من أنماط الحياة التقليدية المتوارثة والتعرف إلى نمط حياتهم.

وأكد مشاركون من دولة الإمارات ودول مجلس التعاون الخليجي في "مزاينة سويحان" أن مهرجان الظفرة أضحى عيداً لملاك الإبل من دولة الإمارات ودول الخليج سنوياً، في أكبر مهرجانات الإبل بالمنطقة، والذي يشهد أكبر تجمع للإبل، ما يجعل المنافسة مرتفعة بين المشاركين، ويجعل للناموس في مزاينة سويحان بمهرجان الظفرة لوناً مختلفاً ونكهة خاصة.

وأشاروا إلى أن مزاينة مهرجان الظفرة حققت شهرة جذبت إليها ملاك الإبل من كل مكان، وأسهمت بشكل فعال في تنشيط حركة بيع وشراء الإبل الأصيلة، متوجهين بالشكر والتقدير إلى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله" على اهتمام سموه بالإبل و الحرص الكبير للمحافظة على هذا الموروث من خلال تقديم الدعم والرعاية الكريمة لكافة الفعاليات الخاصة بالإبل ما كان له الأثر الكبير في نجاحها وتطورها.

وقال أحمد مبارك العامري إن القيادة الرشيدة حريصة على الاهتمام وتقديم الدعم للفعاليات التراثية خاصة المهرجانات الخاصة بالإبل باعتبارها ركنا هاما من المنظومة التراثية، وكذلك لدورها في غرس المحبة والألفة والتلاحم بين أبناء الوطن والمنطقة، مشيراً إلى أن جميع المشاركين في المزاينات يستهدفون رفع البيرق مما يزيد المنافسة حماساً يوماً بعد الآخر.

وأكد مساعد المنصوري، أن القيادة الرشيدة لا تدخر جهداً في دعم تراث الأباء والأجداد والمحافظة عليه إضافة إلى دعم أصحاب المزارع.

ومن السعودية، أشاد المشارك محمد سعد القحطاني بالتنظيم الجيد لمزاينة سويحان ضمن مهرجان الظفرة الذي يستهدف المحافظة على الإبل كجزء مهم من موروثنا الأصيل ويؤكد عراقة التقاليد الخليجية والعربية الأصيلة متوجها بالشكر إلى لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبوظبي، على جهودهم الطيبة التي ساهمت في تطور المزاينة ونجاحها في الدورة الحالية.

ومن سلطنة عمان، أعرب المشارك علي بن عبدالله القريني عن ارتياحه للإقبال الكبير الذي تشهده المزاينة وما تحظى به من حضور جماهيري واهتمام إعلامي، مؤكدا أن اللجنة المنظمة وفرت البيئة والأجواء المناسبة لتحقيق كافة الأهداف المرجوة من هذه المزاينة، وأهمها التقاء ملاك الإبل ومحبي التراث في عرس تراثي كل عام، وتحقيق الفائدة للملاك من خلال الفوز بالجوائز الكبرى والوقوف على مستوى حلالهم حيث تمنح مزاينة سويحان مؤشرا هاما للملاك لتقييم مطاياهم والوقوف على مدى استعدادها للمشاركة في المهرجانات الكبرى المقبلة، كما تتيح لهم الفرصة للبيع والشراء لتعزيز مقتنياتهم من المطايا المميزة.

و من دولة قطر، أكد المشارك راشد الهاجري أن عدد المشاركات الخليجية في الموسم الحالي كبيرة لافتاً إلى أن اللجنة المنظمة لا تدخر جهدا في سبيل خروج هذا المهرجان التراثي بالصورة اللائقة التي تعود عليها الجميع خلال المواسم السابقة.