عاجل

"مسبار الأمل" ينتقل إلى مدار جديد حول كوكب المريخ لرصد قمر "ديموس"

الظفرة

الظفرة- وام/

احتفل مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل” أول مهمة فضائية لاستكشاف الكواكب تقودها دولة عربية .. بعامه الثاني حول الكوكب الأحمر ، حيث سينتقل إلى مدار جديد يسمح برصد غير مسبوق للقمر «ديموس»، أصغر قمري المريخ، مع سلسلة من التحليقات القريبة من مداره بنحو 150 كيلومترا.

وستشهد هذه الخطوة انتقال «مسبار الأمل» إلى مدار بيضاوي جديد حول المريخ، من خلال الاعتماد على التغيير في السرعة أو ما يسمى «دلتا V»، بهدف إكمال مناورة «لامبرت» وتغيير مداره. 

وسيسهم المدار الجديد في تسهيل عمليات الرصد لقمر «ديموس» إلى جانب مواصلة مهمته في جمع البيانات حول الغلاف الجوي للكوكب الأحمر.

ويعد قمر «ديموس» الأقل رصدا وفهما بين قمري المريخ، على العكس من شقيقه «فوبوس»، الذي حظي بعدد كبير من الملاحظات منذ رصده لأول مرة عام 1969. 

ويتميز «ديموس» بمدار أوسع من شقيقه حيث يكمل مداره حول المريخ مرة كل 30 ساعة.

وقالت المهندسة حصة المطروشي، قائد الفريق العلمي لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، خلال كلمة لها في مؤتمر عٌقد اليوم في متحف المستقبل بدبي، إن حملة تصوير القمر ديموس تشكل خطوة مهمة تهدف لتزويد المجتمع الدولي بالعديد من الملاحظات والمعلومات العلمية غير المسبوقة عن القمر ديموس، موضحة أن مسبار الأمل سيعمل على جمع مجموعة من الصور عالية الدقة والبيانات عن القمر الذي يعد غير منتظم الشكل ومليئا بالفوهات، من خلال سلسلة من التحليقات قريبة المدى في أوقات مختلفة.

بدوره، قال المهندس زكريا الشامسي، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، إن دولة الإمارات العربية المتحدة قطعت شوطاً كبيراً في الاستثمار في مجال علوم الفضاء موضحا أن «مسبار الأمل» يعد تتويجاً لجهود نقل المعرفة والتطوير في قطاع الفضاء الوطني التي بدأت في العام 2006، وشهدت عمل المهندسين الإماراتيين مع شركاء من جميع أنحاء العالم لتطوير تصميم المركبات الفضائية الإماراتية وقدراتها الهندسية والتصنيعية.

وأضاف في تصريح له أن مرور عامين على وصول مسبار الأمل إلى الكوكب الأحمر يمثل فرصة مهمة للمضي قدماً في مجال العلوم الفضائية لأهميته ليس لدولة الإمارات فقط وإنما للعالم أجمع، لما يقدمه من تحليل بيانات ضخمة تفيد البشرية.

وبدأت أول رحلة تحليق نحو «ديموس» في أواخر يناير الماضي وتستمر خلال فبراير الجاري مع اقتراب المسبار إلى أقل مسافة من القمر، بما يدعم حصول كاميرا الاستكشاف الرقمية(EXI) ، والمقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء (EMIRS)، والمقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية (EMUS)، على صور وملاحظات وبيانات عالية الدقة عن القمر.

ونجح المسبار في تنفيذ مناورتي دفع من بين ثلاث باستخدام نظام الدفع الرئيسي في سبتمبر 2022 ويناير 2023، لتغيير المدار، وتعتبر هذه المرة الأولى التي يتم فيها استخدام نظام الدفع من بعد لتحقيق التصحيحات المدارية اللازمة لرصد القمر.

يحمل "مسبار الأمل" ثلاثة أجهزة لقياس الغلاف الجوي للمريخ و يدور في مداره العلمي الإهليلجي المُخطط له والذي يتراوح ما بين 20000 و43000 كيلومتر، مع ميل باتجاه المريخ بمقدار 25 درجة، مما يمنحه قدرة فريدة على إكمال دورة واحدة حول الكوكب كل 55 ساعة، والتقاط عينة كاملة من بياناته كل تسعة أيام. 

وسيسهم التغيير الطفيف لمداره في رصد قمر «ديموس» إلى جانب استمرار مهمته في جمع البيانات حول الغلاف الجوي للمريخ. 

جدير بالذكر أنه تم استخدام الحد الأدنى من الطاقة لتغيير مدار «مسبار الأمل» نحو القمر «ديموس» لتظل أهداف المهمة الأساسية كما هي.

ويبلغ وزنه حوالي 1350 كيلوغرامًا، أي ما يعادل سيارة دفع رباعي صغيرة، وقد تم تصميمه وتطويره من قبل مهندسي مركز محمد بن راشد للفضاء بالتعاون مع شركاء أكاديميين من مؤسّسات عالمية رائدة، ومنها مختبر فيزياء الغلاف الجوي والفضاء في جامعة كولورادو- بولدر، وجامعة ولاية أريزونا، وجامعة كاليفورنيا، وبيركلي، ومعهد علوم الفضاء في بولدر وجامعة شمال أريزونا.

يذكر، أن منصة مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ «مسبار الأمل»، أتاحت للمجتمع العلمي، 6 دفعات من البيانات العلمية المتعلقة بمناخ الكوكب الأحمر كانت الدفعة الأولى من البيانات في 1 أكتوبر 2021 بحجم 110 جيجابايت، فيما نُشرت الدفعة الثانية من البيانات بحجم 76.5 جيجابايت في 12 يناير 2022.

وأُعلن عن الدفعة الثالثة من البيانات بحجم 57 جيجابايت في 1 أبريل من العام الماضي 2022، فيما وصل إجمالي حجم البيانات التي جمعها مسبار الأمل حول الغلاف الجوي للكوكب الأحمر في الدفعة الرابعة من البيانات العلمية الخاصة بالمهمة إلى 118.5 جيجابايت.. وبلغ إجمالي البيانات العلمية من المعلومات والصور والبيانات، التي نُشرت في الدفعة الخامسة 236.8 جيجابايت.

وكشفت الدفعة السادسة من البيانات، عن ملاحظات علمية التقطت من المقياس الطيفي بالأشعة تحت الحمراء (EMIRS)، والمقياس الطيفي بالأشعة فوق البنفسجية (EMUS)، وكاميرا الاستكشاف الرقمية (EXI) فيما سجلت كاميرا الاستكشاف الرقمية بيانات جديدة وعالية الوضوح عن حركة للغبار على سطح كوكب المريخ، في أيام 6 يونيو، و13 يونيو، و22 يونيو، و27 يونيو، و13 يوليو، و22 يوليو، و12 أغسطس 2022. 

وتُظهر سلسلة من الصور التي اُلتقطت على مدى ست ساعات في 24 سبتمبر، عاصفة ترابية كبيرة وضبابا كثيفا انتشر فوق سطح وادي فالس مارينيرز والمناطق المجاورة، خلال فترة الصباح وحتى وقت مبكر من الظهيرة، بالإضافة إلى التطور السريع للعاصفة.