عاجل

‎القمة العالمية للحكومات.. "ملتقى الخبرات الخليجي" يستعرض تجارب تطوير منظومة عمل الموارد البشرية في 4 دول

الظفرة

الظفرة- وام/

استعرض ملتقى الخبرات الخليجي الذي عقدته مؤسسة القمة العالمية للحكومات، بالتعاون مع الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي، تجارب تطوير منظومة عمل الموارد البشرية في المؤسسات والدوائر الحكومية في 4 دول خليجية، هي “لإمارات، وسلطنة عُمان، وقطر، والبحرين”، وذلك من خلال العمل على تزويد الموظفين بالمهارات التي تتيح لهم فهم التوجهات المستقبلية في جميع القطاعات، وتعزز جاهزيتهم لتحديات وفرص المستقبل. وعقد الملتقى ثلاث جلسات حوارية ضمن أعمال القمة العالمية للحكومات 2023، حيث استعرضت بيئة عمل المستقبل، مقدمة تجارب متميزة وقصص نجاح مبتكرة في إدارة رأس المال البشري في دول مجلس التعاون الخليجي.  وتناولت الجلسة الأولى موضوع "بيئة عمل المستقبل.. الجيل الجديد لأنظمة الموارد البشرية"، وتحدث فيها كل من سعادة محمد بن غالب الهنائي، مستشار الوزير لتخطيط الموارد البشرية بوزارة العمل في سلطنة عُمان، وفرحة الكواري، مدير مركز نظم معلومات الموارد البشرية بديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي في دولة قطر.

- الأتمتة والتفاعل البشري.. وقال سعادة محمد بن غالب الهنائي " إن التحديات التي تواجه مسؤولي الموارد البشرية اليوم تتمثل في مقاومة التغيير، ومدى جاهزية الموظفين وإمكانية تعاملهم مع التطبيقات الإلكترونية، فضلاً عن مستويات التدريب الحالية التي قد لا تحقق الأهداف المرجوة، وهناك تحديات أخرى مرتبطة بمسألة مقاومة التغيير تتمثل في القدرة على الموازنة بين الأتمتة والتفاعل البشري". وأضاف أن "قطاعات الأعمال المختلفة في عالم اليوم تعتمد على المهارات أكثر من الشهادات العلمية، ولكن هناك شهادات مهنية ينبغي أن نوليها لها اهتماماً أكبر، ففي سلطنة عُمان لدينا مراجعة شاملة في هذا الصدد، ونعكف حالياً على إدخال معايير جديدة في التوظيف والتعيين، ومنها السمات الشخصية وسمات القيادة والقدرات وغيرها من المعايير الأخرى التي لا تعتمد على المؤهلات والشهادات العلمية". من جانبها قالت فرحة الكواري " تسير وتيرة التغيرات في نظم واستراتيجيات الموارد البشرية بشكل سريع خاصة بعد فترة كورونا، وقد شهدنا اتجاه كل المؤسسات إلى الدمج بين نظام الدوام المرن والعمل عن بعد في المؤسسات الحكومية، وهذه التغيرات تفرض علينا إحداث تغيير في منظومة عمل الموظفين وتطوير قدراتهم بما يتماشى مع المستجدات".

- برنامج قيادي مبتكر.. وفي الجلسة الثانية لملتقى الخبرات الخليجي التي عقدت تحت عنوان "مهارات الشباب في العمل الحكومي برنامج HIPO"، تحدث سعادة الدكتور رائد بن شمس، مدير عام معهد الإدارة العامة بمملكة البحرين عن هذا البرنامج قائلا " انطلاقاً من توجيهات قيادة مملكة البحرين بدعم السياسات المعنية بتمكين وتطوير القيادات الشابة تم تدشين مشروع برنامج HiPO Youth ، الذي يعتبر فكرة مبتكرة لبرنامج قيادي شبابي وطني متقدم، يسعى إلى صقل قدرات الشاب البحريني، وتمكينهم من تحقيق طموحات وإنجازات تفخر بها المملكة". وحول أهداف البرنامج وإنجازاته قال " إن الهدف الاستراتيجي من البرنامج هو الوصول إلى شباب بحريني الهوية، منافس ومحقق لإنجازات محلية ودولية، وهو يستهدف الشباب من 21-35 عاماً من أصحاب الإنجازات والمواهب الواعدة، وفيما يخص مخرجات التعلم في البرنامج يأتي التعرف على القدوات القيادية البحرينية الملهمة في مختلف المجالات، وتطبيق عدد من المهارات المتقدمة التي تتناسب مع التوجهات المستقبلية، وإعداد دراسات تسهم في صنع السياسات والقرارات في البحرين، وقد نجح البرنامج حتى الآن في تخريج 4 دفعات، تضم كل دفعة 200 منتسب، أنجزوا دراستين وطنيتين و25 مشروعا".

- جاهز .. مستقبل المواهب الحكومية.. وناقشت الجلسة الثالثة مبادرة "جاهز .. مستقبل المواهب الحكومية"، وتحدثت فيها مريم الزرعوني، مدير إدارة تخطيط الموارد البشرية بالهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية ، عن "جاهز"، وهي مبادرة حكومية إماراتية متكاملة لتعزيز جاهزية المواهب الحكومية الاتحادية للمستقبل، وتضم المبادرة أكبر منصة رقمية تقدم دورات مسجلة وجلسات مباشرة وتفاعلية متنوعة، بالتعاون مع أبرز الشركاء الوطنيين والعالميين. وحول المبادرة والهدف منها قالت مريم الزرعوني " تهدف المبادرة إلى إعداد المواهب الحكومية للمستقبل، وتعزيز مساهمتهم في مسيرة تطوير العمل الحكومي، وترسيخ التنافسية العالمية لدولة الإمارات، حيث تقدم المبادرة من خلال منصتها الرقمية رحلة مخصصة لتنمية 4 مجموعات من المهارات الأكثر ارتباطاً بالتوجهات المستقبلية للعمل الحكومي، تشمل المهارات الرقمية، ومهارات البيانات والذكاء الاصطناعي، ومهارات الاقتصاد الجديد". وأضافت " في عام 2022 استقطبت منصات التعليم المفتوح 220 مليون متعلم، واستقطبت برامج المساعد الافتراضي بتقنية الذكاء الاصطناعي 4.2 مليار مساعد في عام 2020، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 8.4 مليار مساعد افتراضي في عام 2024، وقد شهدت برامج الاجتماعات الافتراضية عقد أكثر من مليار اجتماع افتراضي في عام 2020، أما في عالم الميتافيرس فينشط فيه شهرياً حوالي 400 مليون مستخدم، وهذه الإحصاءات والبيانات تُحتم علينا جميعاً ضرورة فهم التوجهات المستقبلية في جميع القطاعات، حتى نعزز جاهزيتنا لتحديات وفرص المستقبل".

يذكر أن ملتقى الخبرات الخليجي عُقد بحضور أكثر من 100 مسؤول خليجي، من بينهم جاسم محمد البديوي، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، ومشاركة وزراء ورؤساء ومديري أجهزة الخدمة المدنية والمعاهد الإدارية، والمسؤولين عن قطاع الموارد البشرية في دول المجلس، وسلطت جلساته الضوء على قضايا ومواضيع متنوعة ركزت على مستقبل رأس المال البشري الحكومي في دول المجلس، وسبل النهوض به، وتمكين المواهب والكفاءات من مهارات المستقبل، وآليات توظيف مخرجات الثورة الصناعية الرابعة، والحلول المبتكرة في خدمة رأس المال البشري، والنهوض بمستوى منظومة العمل الحكومي، والتغلب على التحديات.