عاجل

من ذاكرة الظفرة " الناقة ورد الجميل "

الظفرة

خاص - من ذاكرة الظفرة 

الناقة هذا المخلوق العجيب الذي ذكره الله تعالى ليبين للناس عظيم قدرته فقال :" أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ" ، فهي مع ضخامة خلقتها إلا أن الله تعالى سخرها لعباده، ومع ارتفاع ظهرها ذللها سبحانه وتعالى لهم ،وجعلها تحمل حملها باركة ثم تنهض به،وقد ذكرها سبحانه وتعالى في عدة مواضع في كتابه العزيز بين فضل هذه الناقة وأن منافعها كثيرة ، من ذلك ركوب ظهرها في السفر،حمل المتاع عليها وشرب ألبانها وأكل لحومها ،وصناعة الملابس وبيوت الشعر من وبرها،والانتفاع بجلودها وظلوفها .قال تعالى: " وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا" ، والإبل من الحمولة التي يحمل عليها المتاع ،وقال تعالى: " وَالأنعامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ* وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ* وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَّمْ تَكُونُواْ بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ* وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ* وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ وَلَوْ شَآءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ".

وقال تعالى :" وَإِنَّ لَكُمْ فِى ٱلْأَنْعَٰمِ لَعِبْرَةً ۖ نُّسْقِيكُم مِّمَّا فِى بُطُونِهَا وَلَكُمْ فِيهَا مَنَٰفِعُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ"،وكانت الناقة أنفس ما يكون عند العرب قدما،بل كان بعضهم يعتني به أكثر مما يعتني بأهله وولده،وسبب ذلك ألفة الناقة وحبها لصاحبها ، فهي رفيقه في سفره ،وأنيسه في غربته وقد سماها العرب (سفينة الصحراء)،لأن البدوي الذي يعيش في الصحراء لا يستطيع التنقل من مكان إلى مكان ، أو السفر بأهله و أمتعته من دون الناقة، فالناقة تستطيع نقل الأحمال الثقيلة والمشي في الصحراء القاحلة مدة ثمانية أيام من غير ماء،وقد نفع الله أهل هذه المنطقة بالناقة نفعا عظيما في سالف الأزمان،ذلك لما كان الناس قديما لا يجدون ما يأكلونه،فكانت الناقة تؤمن لهم غذاءهم من لحمها وشرابهم من لبنها،وتعز صاحبها وتمنعه عن الطلب من الناس أو يكون عالة عليهم،ولهذا قال رسول الله  :" الإبل عز لأهلها".

ومازال أهل الظفرة يعتنون بهذه الناقة ويكرمونها ردا للجميل،وعرفانا بفضلها،وقد اتجهت حكومتنا الرشيدة المتمثلة في صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ،وسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي،ومتابعة حثيثة من الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في منطقة الظفرة،في تعزيز مكانة الناقة،وحثت ملاك الإبل على الاعتناء بها والمحافظة على سلالتها الأصيلة،وأقامت لذلك المهرجانات والمسابقات في وسط الدولة وأطرافها،وإن كان الزمان تغير والحال تبدل،وأنعم الله علينا بالخيرات ،واستبدلت الناقة بالسيارات ،إلا أن حب الناقة باق في قلوب أهلها مهما تغير الزمان،وأقول في الناقة :

 

إن رعت يازينها باطراف سيل 

من شوف حسنات الدلال

تحيي اعروق الفراد اللي فتيل 

وتسحرك لكم من السحر الحلال 

ياعرب حطوا لها من سلسبيل 

الشراب البارد العذب الزلال