عاجل

أمين عام "أوبك": التحول إلى الطاقة النظيفة يجب ألا يتعارض مع التمسك بالنفط كأحد مصادر الطاقة الرئيسية

الظفرة

الظفرة/

قال معالي هيثم الغيص الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، إن الالتزام بالمعايير البيئية والتحول إلى مصادر الطاقة النظيفة يجب ألا يتعارض مع التمسك بالنفط كأحد مصادر الطاقة الرئيسية في العالم.
جاء ذلك خلال جلسة حوارية حملت عنوان "هل سيبقى اقتصاد العالم مرهونا بالنفط؟"، حاوره فيها دان مورفي، الإعلامي بشبكة "سي إن بي سي"، ضمن أعمال اليوم الثاني للقمة العالمية للحكومات التي تستضيفها دبي، خلال الفترة من 12 إلى 14 فبراير الجاري تحت شعار "استشراف حكومات المستقبل".
ورأى الغيص أنه يجب التفكير والعمل على كيفية تحقيق التوازن بين الأمرين من خلال الاستمرار من الاستفادة من النفط، وبالوقت نفسه الالتزام بالمسؤولية إزاء حماية البيئة وتطبيق المواثيق الدولية التي نظمت استخدام مصادر الطاقة الأحفورية.
وقال الغيص إن تحقيق التوازن يتم من خلال الالتزام بما تنص عليه بنود اتفاقية الأمم المتحدة الاطارية لتغير المناخ، التي تقول إن للدول الحق السياسي في استغلال مواردها الخاصة بمقتضى سياساتها البيئية والإنمائية وعليها مسؤولية كفالة ألا تسبب الأنشطة التي تقع داخل ولايتها أو تحت سيطرتها ضررا لبيئة دول أو مناطق أخرى تقع خارج حدود ولايتها الوطنية.
وأثنى الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط على جهود دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا المجال، وقال إنها "ألزمت نفسها بتلك المواثيق علما أنها من أهم الدول المنتجة والمصدرة للنفط".
وأضاف أن "مسيرة الإمارات الطموحة والريادية في التنمية والبناء الاقتصادي والعمل في الوقت نفسه على احترام البيئة والالتزام بمتطلبات اتفاقية تغير المناخ خير شاهد على إمكانية تحقيق هذا التوازن".

(فقر الطاقة)
وأكد الغيص أن تحول أنظمة الطاقة تمثل قضية مهمة وذات تبعات مصيرية وأنه يجب التعامل معها بواقعية وعدالة وشمولية، عبر الابتعاد عن نهج الحل الواحد، وتبني نهج يسهل من إيجاد حلول مختلفة شاملة ومسؤولة.
وقال الغيص إن خبراء الطاقة والاقتصاد والبيئة دائما ما يناقشون مصطلحات ومفاهيم تتعلق بقطاع الطاقة مثل أمن الطاقة، والطاقة المستدامة، ولكنهم ربما يغفلون عن قضية مهمة هي "فقر الطاقة"، مشيراً إلى أنه زار كثيرا من البلدان التي تقبع فيها عشرات القرى النائية التي لا يوجد فيها كهرباء الى يومنا هذا، ويتم فيها استخدام الخشب لتوليد الطاقة المطلوبة للطبخ.
وأفاد بأن الإجابة على سؤال "هل اقتصادنا المستقبلي سيظل معتمداً على النفط أم سيتحرر منه"؟، يجب أن تركز على فهم أهمية وضرورة المحافظة على التكامل بين كل مصادر الطاقة المطلوبة لدعم وتنمية الاقتصاد المحلي والعالمي. 
وأكد أن مسألة استبدال النفط بمصادر أخرى للطاقة والاستغناء عنه بشكل كلي ليس بالأمر الواقعي كما أنه يبدد عنصراً مهماً يعتمد عليه حتى في صناعة المواد المستخدمة في صناعة مصادر الطاقة المتجددة، مستشهداً بصناعة بطاريات الليثيوم التي يدخل فيها كثير من المواد الخام المستخرجة من النفط.

(ميثاق التعاون المشترك)
وأشار الغيص إلى جهود منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، في إجراء مشاورات مع دولٍ عدة لديها رغبة بالانضمام إلى "ميثاق التعاون المشترك" الذي انضمت إليه جمهورية البرازيل مؤخرًا بما يدعم الجهود الجماعية البناءة في هذا الشأن.
وأوضح أن "ميثاق التعاون المشترك" يهدف إلى تسهيل عملية الحوار بين الدول المشاركة فيه والدول المنتجة والمستهلكة للنفط من أجل تعزيز استقرار أسواقه والتعاون في مجالات عدة منها التكنولوجيا، وذلك بما يصب في مصلحة جميع أطراف صناعة النفط.
يُذكر أن القمة العالمية للحكومات تشهد في نسختها الحالية حضور أكثر من 140 وفداً حكومياً، و85 منظمة دولية و700 شركة عالمية، لبحث التوجهات المستقبلية العالمية الكبرى، خلال أكثر من 110 جلسات رئيسية حوارية وتفاعلية، يتحدث فيها 200 شخصية عالمية، إضافة إلى عقد أكثر من 23 اجتماعاً وزارياً وجلسة تنفيذية بحضور أكثر من 300 وزير.