عاجل

"مهرجان دلما التاريخي" .. عبق التراث بين أحضان الطبيعة الساحرة

الظفرة

الظفرة/

يسهم مهرجان سباق دلما التاريخي في إحياء التراث البحري الإماراتي والحفاظ عليه وإظهار الثراء الذي يتميز به، والتعريف بأهميته فضلاً عن أهميته الاجتماعية والاقتصادية التي تتجلى في دعم المجتمع وإنعاش السوق المحلي.

ويضطلع المهرجان الذي يقام برعاية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في منطقة الظفرة، بدور ثقافي ووطني في الحفاظ على الهوية الوطنية وصون التراث الإماراتي ورعاية مكوناته المختلفة والتعريف بها.

وإلى جانب دوره في إحياء الموروث التراثي البحري الإماراتي عبر الأنشطة الرياضية والحرف التراثية البحرية، يبرز المهرجان الذي تنظمه هيئة أبوظبي للتراث، ونادي أبوظبي للرياضات البحرية، ويختتم في 5 مايو المقبل غنى وتنوع الفنون الشعبية الإماراتية، وأصالة وعراقة التقاليد المجتمعية فيها، كما تظهرها الحرف الأصيلة التي تعد نتاجاً للتراكم المعرفي والحضاري في الدولة، وتعبيراً عن تنوعها البيئي والثقافي.

وفي هذا الإطار، تحتفي فعاليات المهرجان بالجوانب الاجتماعية والاقتصادية والترفيهية، عبر عدد من المعارض والمسابقات التي تهدف إلى خلق جو تفاعلي مع التراث بشتى أوجهه.

ويمثل “معرض الحرف التراثية التقليدية” نموذجاً للتفاعل الحي بين جمهور المهرجان وأنشطته تقدم من خلاله الحرفيات ورشاً حية تبين الطرق المتوارثة في تحويل المواد الخام إلى صناعات تدخل في تدبير الحياة اليومية في مجالات متعددة.

وأبرز هذه الحرف هي صناعة التلي التي تبين جانباً من ثقافة الزينة لدى المرأة الإمارتية، كما تظهر المهارة والدقة الفنية التي وصلت إليها، ما يدل على إرث حضاري عريق استقت منه الإماراتيات أشكال وطرق العمل اليدوي.

ويقدم المعرض الحرفي أيضاً حرفة قص البرقع الإماراتي بمراحلها كافة أمام أعين الجمهور، وورشة إعداد الحناء وطقوسها والمواد المستخدمة لصنع عجينتها وطريقة استخدامها في مختلف الأغراض التجميلية والعلاجية.

وتقام ورش أخرى منها ورشة السدو التي يتبين الزائر من خلالها طريقة نسج خيوط الصوف على النول لصنع احتياجات البدو مثل بيت الشعر والأبسطة وعتاد الإبل وغيرها من الاستخدامات، فيما تقدم ورشة سف الخوص عرضاً لاستخدامات خوص النخل الذي تصنع منه الأدوات المنزلية والحياتية المختلفة التي كان يحتاجها مجتمع الإمارات قديماً.

ومن بين المعارض التي يزدان بها مهرجان سباق دلما التاريخي السابع، يحظى التراث البحري بحضور كبير يتجلى في معرض جمع بين المعرفة العملية والنظرية بعدد من جوانب الموروث البحري الغني، ليتعرف الزائر على مهارة صناعة الديين، والحبال، وشباك الصيد من مختلف الخامات والمواد، واستخداماتها، وأدوات الغوص، وفلق المحار، وأنواع المحامل التراثية وأجزائها وميزاتها، والصيد وطرقه، وأنواع الأسماك والأحياء البحرية، وغيرها من تفاصيل الحياة البحرية الغنية والمتنوعة.

ويمثل معرض تراث البحر حلقة وصل بين الأجيال تعمل على الربط بين المعارف النظرية والعملية لدى الأجيال الحديثة، وتقربهم من إرث آبائهم وأجدادهم، وتقوي روابطهم به باعتباره جزءاً من مكونات الهوية الوطنية، وأهم عناصر حفظ اللحمة الوطنية، ويعبر عن حرص هيئة أبوظبي للتراث على إبقاء المعارف التراثية في متناول الجميع عبر المهرجانات والفعاليات التراثية.

ويشهد المهرجان حضورا كبيرا للأطفال انعكس ذلك في مشاركتهم الفاعلة بالمسابقات الرياضية، والترفيهية اليومية على المسرح، إضافة إلى الأنشطة المخصصة لهم حصراً مثل ورش الرسم، والتشكيل بالطين، والأعمال الفنية اليدوية، والألعاب الترفيهية والرياضية التي تحتل ركناً يحظى بحراك مستمر.

يأتي الاهتمام بأنشطة الأطفال ضمن برامج المهرجان تحقيقاً لعدد من الأهداف منها ترسيخ المعرفة التراثية في نفوس الأجيال الجديدة، وتعريفهم بإرث آبائهم وأجدادهم من خلال وسائل جاذبة تجمع بين المتعة الذهنية والمعرفة، وأنشطة تعزز الروح الجماعية لديهم، وتحفزهم على الإنجاز من اجل بذر روح التطلع في نفوسهم.