مشاركون في قمة المعرفة: يجب تأهيل اقتصادات المنطقة والشباب لمواكبة العصر الرقمي
الظفرة/
أكد معالي الدكتور عبدالله الدردري، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة، والمدير المساعد ومدير المكتب الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن التحالف بين برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسسة محمد بن راشد المكتوم للمعرفة يمثل خطوة استراتيجية في تطوير الشباب العربي وتعزيز مهاراتهم لمواكبة اقتصاد المعرفة والذكاء الاصطناعي.
وأشار معاليه على هامش افتتاح قمة المعرفة 2024 في دبي إلى أن هذا التحالف يشكل أداة أساسية لضمان تجهيز الشباب العربي بالتدريب الكافي والقدرة التنافسية في السوق العالمي، مما يعزز فرصهم في التأثير والمشاركة في مستقبل الاقتصاد الرقمي.
وأضاف معاليه أن غياب هذه المبادرات سيؤدي إلى فجوة كبيرة بين الدول العربية والدول المتقدمة في مجالات المعرفة والتكنولوجيا، وهو ما أصبح غير مقبول في عصر يعتمده على سرعة التحولات الرقمية.
كما أشار معاليه إلى أن هذا التحالف يشمل 40 مؤسسة تعمل بشكل تكاملي مع بعضها البعض، حيث يهدف إلى نقل المعرفة وتوفير المهارات لأكثر من مليون شخص في المنطقة العربية، مع توسيع أثر هذا التحالف ليصل إلى ما وراء حدود المنطقة. وأكد معاليه على التعاون القوي مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في بناء قواعد قوية في هذا المجال الحيوي، بما يسهم في تحقيق تقدم ملموس في مجالات التنمية المستدامة مثل التغير المناخي والتنمية الاقتصادية.
واكد معاليه أهمية أن تكون الاقتصادات العربية جاذبة لهذه الكوادر الشابة التي ستكتسب المهارات اللازمة لمواكبة العصر الرقمي. وحذر من أن عدم توفير الفرص لهذه الكوادر داخل دول المنطقة قد يؤدي إلى مغادرتهم إلى دول أخرى“يجب أن يكون هناك توازن بين جانب العرض من المهارات والطلب في السوق الاقتصادية، لضمان استفادة الاقتصاد العربي من هذه المبادرات”.
وسلط معاليه الضوء على أن التنافسية الاقتصادية في العديد من الدول العربية لا تزال ضعيفة، مما يجعل هذا المشروع خطوة نحو تعزيز التنافسية باستخدام أدوات تخطيط مبتكرة. وقال إن المستهدف من هذا التحالف المساهمة في تدريب مليون شاب عربي على اكتساب المهارات اللازمة للتعامل مع تحديات العصر الرقمي والذكاء الاصطناعي مشيرا أن هذه المبادرة ستؤدي إلى تحسين إنتاجية الاقتصاد العربي وفتح آفاق جديدة للفرص في مختلف القطاعات الاقتصادية. وأضاف “اليوم لا يمكن الحديث عن اقتصاد قادر على المنافسة دون الاعتماد على الذكاء الاصطناعي. وقد بدأنا بالفعل بالتعاون مع جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي في مشاريع تهدف لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التخطيط الاقتصادي ومواجهة تحديات المناخ.”
ومن جانبه اكد الدكتور هاني تركي رئيس المستشارين التقنيين مدير مشروع المعرفة في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي
أن إطلاق نتائج مؤشر المعرفة العالمي لعام 2024 يمثل خطوة في تتبع تقدم الدول على مستوى العالم في مجالات المعرفة والتكنولوجيا. جاء ذلك خلال المؤتمر الذي شهد الإعلان عن نتائج المؤشر الذي يشمل 141 دولة، بزيادة عشر دول عن العام الماضي.
وأشار الدكتور تركي إلى أن السويد تصدرت الترتيب لهذا العام، تليها فنلندا ثم سويسرا، فالدنمارك، وأخيراً لوكسمبورغ في المركز الخامس، وهو تغيير ملحوظ مقارنةً بالعام الماضي. أما على مستوى الدول العربية، فقد احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة المركز الأول عربياً، والـ 26 عالمياً، وهو نفس ترتيبها في العام الماضي، مع تقدم كبير في بعض المؤشرات مثل مؤشر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، حيث احتلت المركز الرابع، بالإضافة إلى تحقيق تقدم ملحوظ في مؤشر الاقتصاد الذي وصلت فيه إلى المرتبة العاشرة. كما أشار إلى أن هذا التقدم يعكس جهود الإمارات المستمرة لتطوير نفسها في مجال تكنولوجيا المعلومات، وخصوصاً في الذكاء الاصطناعي.
وأشار الدكتور تركي إلى أن الإمارات تعمل على تطوير استراتيجيات قصيرة وطويلة الأجل للحفاظ على هذه المكاسب ولتحقيق مزيد من التقدم. وأوضح أن هذه الاستراتيجيات تهدف إلى مواجهة التحديات التي قد تطرأ في المستقبل، مع التركيز على استخدام التكنولوجيا الحديثة في بناء اقتصاد المعرفة.
وأكد أن التكنولوجيا الحديثة أصبحت جزءاً أساسياً من اقتصاد المعرفة، لكن يجب أن يتم استخدامها بشكل فعّال من خلال المهارات المناسبة. وأشار إلى إطلاق “أكاديمية مهارات المستقبل” التي تهدف إلى تنمية مهارات المواطنين في المنطقة العربية لتمكينهم من التعامل مع التكنولوجيات الذكية والحديثة.
كما أشار إلى إطلاق التحالف العالمي للمهارات، الذي سيتم إطلاقه في مساء اليوم، والذي يهدف إلى تعزيز مهارات الشباب العربي لمواكبة متطلبات عصر الذكاء الاصطناعي.
ومن جانبه أعرب الدكتور أحمد عيد المهيري، الفائز بجائزة محمد بن راشد للمعرفة، عن فخره واعتزازه بهذا التكريم الذي يُعد تحفيزًا للعلماء والباحثين لمواصلة تطوير أبحاثهم ودفع حدود المعرفة الإنسانية. جاء ذلك في كلمته "لوام "حيث تناول خلالها إنجازاته في مجال الفيزياء النظرية واكتشافاته المتعلقة بثقوب السوداء.
و الدكتور أحمد عيد المهيري عالم إماراتي بارز في مجال أبحاث الفيزياء النظرية، يُعد أحد الأسماء الرائدة في دراسة الثقوب السوداء. وتُساهم أبحاثه العميقة في فهم الظواهر الكونية المُعقدة، حيث وفرت رؤى جديدة ومهمة حول طبيعة الثقوب السوداء وعلاقتها بالمبادئ الأساسية للفيزياء.
وأشار المهيري إلى أحد أبرز إنجازاته العلمية، وهو العمل مع فريقه في حل “مفارقة معلومات الثقب الأسود”، والتي تُعد من أبرز الألغاز في الفيزياء النظرية. وبيّن أن هذا الاكتشاف يُخالف ما توصل إليه العالم الشهير ستيفن هوكينغ، حيث أكد المهيري وفريقه أن المعلومات التي تبتلعها الثقوب السوداء لا تختفي تمامًا، كما كان يُعتقد سابقًا، بل يمكن استعادتها في المستقبل، وهو اكتشاف يُمثل نقلة نوعية في فهم هذه الظاهرة الكونية.
وأضاف المهيري أنه قد حصل على العديد من الجوائز تقديرًا لإسهاماته العلمية، سواء على المستوى الدولي أو المحلي مشيرا أن وإسهاماته العلمية ألهمت الأجيال الشابة في الإمارات وخارجها نحو الابتكار والبحث العلمي، مُعززة مكانة الدولة في المشهد العلمي العالمي. يُعتبر الدكتور المهيري نموذجاً يُحتذى به في الجمع بين الطموح الأكاديمي والخدمة المجتمعية.
و أكد المهيري أن هذا التكريم يعكس التزام دولة الإمارات المستمر بدعم العلماء والمبدعين، وتشجيعهم على تقديم المزيد من الإسهامات التي تسهم في تعزيز مكانتها العلمية على المستوى العالمي
وقد أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة مسابقات تفاعلية لرصدمدى الفائدة التي قدمتها مبادرة "مهارات المستقبل للجميع"للمتعلمين من مختلف أرجاء منطقة الدول العربية، وانعكاساتهاعلى تطورهم المهني.
فاز في المسابقة 21 متعلماً ومتعلمة حضر بعضهم للمشاركة في فعاليات قمة المعرفة 2024، منهم حسن عبدالله من الصومال والذي انتسب إلى برنامج تعليمي حول تطوير الواجهات الأمامية، وزهراء بشير من العراق المستفيدة من برنامج اللغة الإنجليزية للأعمال، وعمر نصايرة من الأردن
الذي استفاد من المبادرة في تطوير مهاراته في مجال ريادةالأعمال.